أثار وزير الداخلية الألماني الجديد جدلا، بتطرقه إلى مكانة الإسلام في المجتمع، حيث صرح بأن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا، مؤكدا أن ألمانيا طابعها مسيحي.
تعليق لجينيات:
ما صرح به وزير الداخلية الألماني هو الحقيقة التي تنطوي عليها قلوب ساسة الغرب، سواء من صرح منهم بذلك، أو من أضمر لأسباب سياسية أو اجتماعية، فالإسلام يشكل بالنسبة لهم مصدرا للقلق والارتباك والارتياب، ويخشون من قوة تأثيره على المجتمعات الأوروبية الفاقدة للقيم الروحانية.
وهم في الوقت الذي يتخوفون فيه من الإسلام، ويطلقون التصريحات المؤكدة لهذه المخاوف، يعلنون صرحة أن مجتمعاتهم وبلدانهم هويتها مسيحية وأعيادها مسيحية، وهي إشارة موحية لمخاوفهم من تلاشى الهوية المسيحية أمام النفوذ القوي للإسلام في بلاد الغرب والرقعة المتسعة التي يكتسبها كل يوم أمام انحسار المسيحية.
وعجيب أنهم مع هذا القلق من الإسلام، وما يستتبعه من تأكيد على الهوية المسيحية، يدعون أنهم علمانيون، على الرغم من أن العلمانية في مبادئها الأولى تعني الفراق بين الدولة والأديان، فإدارة الدولة وهويتها وتوجهها مدني بطبعه، ولاتلتقي بأي وجه مع الأديان التي مكانها القلوب وأماكن العبادة كما تنص قواعد العلمانية الغربية.
إنهم، وعلى الرغم هذه الصريحات الطائفية والعنصرية، التي باتت تغذي واقعا عنصريا بغيضا يعبر عن نفسه في صورة جرائم متتالية في حق المسلمين بالغرب، إلا أنهم يتهمون بلاد العرب والمسلمين بأنها مأوى التطرف والإرهاب والطائفية والعنصرية، وأنهم يخلطون الدين بالسياسية!
إن تصريحات وزير الداخلية الألماني ليست منبته عن السياق الغربي العام، ولا هي تصريحات تعبر عن وجه نظر شخصية! بل هي حقائق في ضمائر قادة الغرب، أفصح عنها من أفصح وأضمرها من أضمرها.
حقائق في ضمائر قادة الغرب
عدد التعليقات: 0